القراءة: كيف تقرأ كتابًا في 7 خطوات؟

القراءة أصل المعرفة، بل هي مصدر المعرفة الأساسي، فكل قارئ عندما يبدأ في قراءة كتاب فقد بدأ عيش حياة جديدة، فعدد الكتب التي تقرأها يساوي مقدار ما عشت من الحيوات.

في هذا المقال سنتناول خطوات عملية عن كيفية قراءة كتاب، من كيف تقرأ كتابًا بشكل واعي؟ إلى كيفية المحافظة على ذلك الكتاب الذي قرأته؟ ..


مكانة الكتب عند العلماء. 

ورد كثير من الآثار والقصص عن مكانة الكتب عند أهل العلم، ومدى حبهم للكتب، وهذا إن دل فيدل على عِظم مكانة القراءة في نفوس العلماء، فما بالك بنفسك أنت الشخص العادي، ألا تُريد تحصيل المعرفة مثل أهل العلم.

وكان الزهري -رحمه الله- قد مجع من الكتب شيئًا عظيمًا، وكان يلزمها ملازمة شديدة، حتى أن زوجته قالت: “هذه الكتب أشد عيل من ثلاث رضائر”.

“واشرتى الفريوزآبادي بخمسن ألف مثقال ذهبًا كتبًا، وكان إذا يسافر إلا ومعه أحمال منها، ينظر فيها كلما نزل في سفره.”

ويقول شيخ الأدباء، وأديب الفقهاء علي طنطاوي -رحمه الله- أنه كان يقرأ في يومه أقل شئ مئة صفحة، وأحيانًا ثلاثمائة أو أكثر، فكان لا يترك القراءة في يومه أبدًا، وكان يعكف ساعات على الكتب.

من شدة حبهم للكتب والقراءة ألفوا الكتب كن كيفية القراءة الصحيحة؟ وآداب التعامل مع الكتب، وحسن اختيار الكتاب، وكيفية المحافظة على الكتب؟ 


لماذا نقرأ الكتب؟ 

  • 1- ويقرأ لتنمية مهاراته اللغوية، وتصيل العلوم الدنيوية النافعة.
  • 2- ويقرأ ليشغل نفسه عن الباطل؛ لأن النفس إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية.
  • 3- ويقرأ أيضا للرتويح والتسلية المباحة.
  • 4- بناء فكر معرفي في شتى المجالات. 
  • 5- زيادة نشاط الوصلات العصبية في الدماغ. 
  • 6- جعلك بارع في مهارات التواصل، والتعامل مع الناس.


كما أن للقراءة فوائد، فإن لها بعض الأضرر،  لمن لا يُحسن التعامل معها. 

فيمكن أن تسبب لك القراءة اكتئاب أو تبث فيك الأحزان أو الأفراح، وذلك حسب حالتك المزاجية واختيار الكتاب، فلا تكون حالتك المزاجية سيئة بسبب اضطراب في علاقتك مع أحد أفراد العائلة أو أصدقائك ثم تختار كتاب الجو العام فيه حزين فتقرأه! 

وأنا وقعت في هذا الخطأ منذ عدة أشهر، فقد كنت أمر بحالة نفسية سيئة بسبب أحد أصدقائي، وشاء الله أن يقع في يدي عدد من مؤلفات أديب الحزن مصطفى لطفي المنفلوطي، فقد زادت الأمر سواء، وبالفعل دخلت في اكتئاب شديد، اضطرني للجوء إلى طبيب نفسي. 

كذلك إن لم تكن شخص تُحسن إدارة مالك الشخصي، وتتحكم في نفقتك على شراء الكتب، فسوف تعاني كثيرًا، خصوصًا إن كنت شخص تحب شراء الكتب، لكنك بالأساس لا تقرأ ما تشتري، فقط عندك رغبة في تكديس الكتب، لأن عددها الكثير يعجبك.


ذو صلة: تطبيقات كتب إلكترونية| أفضل 5 تطبيقات – EduMeFree


كيف تكون قراءتك واعية؟

هل حقًا نحن بحاجة لقراءة واعية؟ لماذا لا نقرأ أي كتاب طالما هو مشهور ويقرأه الكثيرين؟ حقيقةً رأيت موقفًا أقنعني بأهمية القراءة الواعية، وربما سيُقنعك أنت أيضًا. 

منذ فترة رأيت تعليق على موقع فيسبوك لشخص يقول أنه قرأ كتاب نادي الخامسة صباحًا، وهو كتاب جيد يحث الناس على الاستيقاظ باكرًا، عند الساعة الخامسة صباحًا، وكان سؤال الشخص: هل استيقظ الخامسة صباحًا أم استيقظ وقت صلاة الفجر؟ وانتهى الأمر لتفويت صلاة الفجر، وأن يتبع الكتاب.

هذا شخص فرط في الصلاة، وهون من أمرها لمجرد اتباع ما ورد في كتاب مشهور بين الناس، دون نقد لما في الكتاب، وقرأته بشكل واعي، وهنا يجب أن نتعلم كيف نُعمل عقلنا أثناء الكتابة، وتسخير ما نقرأ ليناسبنا ويناسب معتقداتنا وأفكارنا.

على سبيل المثال أنا عندما قرأت هذا الكتاب، وأدركت أنه يجب أن يكون هناك موعد ثابت للاستيقاظ مبكرًا، وكذلك هناك صلاة الفجر موعدها متغير من وقت لآخر، فكرت وقتها أن الوقت المناسب ليّ هو الثالثة فجرًا. 

لكن لماذا؟ لأني هكذا طبقت قاعدة الاستيقاظ مبكرًا، في وقت محدد بشكل دائمًا كما جاء في الكتاب، وكذلك بعد بحث فهمت أن صلاة الفجر أقصى وقت لها هو الثالثة فجرًا، فبالتالي لن تفوتني الصلاة أبدًا مهما تغير وقتها من فصل لآخر في السنة.

ما الحل؟ حتى استطيع أن أميز بين ما ينفعني أو ما يناسبني مما أقراء، ويناسب مرجعيتي الكبرى (الوحى: قرآن وسنة)، الحل هو: تعلم ما لا يسع المسلم جهله في العقيدة والفقه، وأنا أرشح لك كتاب المختصر في العقيدة لخالد المشيقع، والفقه الميسر لنخبة من العلماء، الكتابان صغيران، وتقريبًا يشملا كل ما قد يحتاجه الإنسان من أحكام.


ذو صلة: القراءة للمحترفين || كيفية القراءة الفعالة. – EduMeFree


ما أسباب النفور من الكتب؟

أسباب النفور والعداوة بين الناس والكتب كثيرة ومنها:

  • 1- سرعة الملل.
  • 2-  عدم معرفة قيمة القراءة، وفضلها.
  • 3- طول الكتاب وحجمه الكبير. 
  • 4- عند بداية القراءة تختار الكتاب الخاطئ  الذي لا يناسبك.
  • 5- علو أسلوب الكاتب في اللغة والمضمون.
  • 6- الجهل ببعض مصطلحات الكتاب.
  • 7- عدم وجود صحبة صالحة تُشجعك.
  • 8- ضعف المعرفة بقواعد اللغة العربية. 
  • 9- عدم الاستشارة عند انتقاء الكتاب.
  • 10- عدم التشجيع على القراءة في المجتمع.
  • 11- دنو الهمة والرضى بالدون.
  • 12-الانشغال بالملهيات الفاسدة كالأفلام والمسلسلات ومواقع التواصل الرقمي.
  • 13- العكوف على استماع المقاطع والاشرطة بدل القراءة. 
  • 14- ارتفاع أثمان الكتب، وغلو سعرها.
  • 15- سوء الطبعات. 
  • 16- ندرت المكتبات العامة.
  • 17- الاعتقاد بأن الهدف من القراءة هو الحصول على الشهادة فقط، ومن ثم تنتهي علاقتك بالكتب.


وعلاج هذا النفور يكون عن طريق:

  • 1- معرفة فضل القراءة والعلم، والقراءة عن سير وقصص الصالحين والعلماء في القراءة، وعلاقتهم بالكتب.
  • 2- تشجيع الناس على القراءة، من خلال إنشاء معارض الكتب، تعويد الأطفال على القراءة، إقامة محاضرات عن أهمية القراءة، إنشاء مكتبة صغيرة بالمنزل، وغيرها من أشكال التشجيع على المعرفة والقراءة. 
  • 3- التدرج في القراءة حسب مستوى القارئ 
  • 4- البداية الصحيحة في القراءة من خلال اختيار الكتب السهلة والبسيطة في المجال.
  • 5- تعلم أساسيات قواعد اللغة العربية. 
  • 6- الامتناع التام عن وصف الإنسان نفسه بعدم حب القراءة، وأنه ينام عندما يمسك بالكتاب، فذلك يورث في نفسه هذه الطباع فعلًا. 
  • 7- اتباع القراءة بالعمل، والتطبيق الفعلي لما تقرأ.
  • 8- كتابة الفوائد المهمة، والجميلة بالكتاب.
  • 9- التنويع في القراءة والمطالعة.
  • 10- إعادة قراءة بعض الكتب إن كانت تستحق.
  • 11- الهروب من شرود الذهن عن طريق رفع الصوت أثناء القراءة، أو استعمال القلم.
  • 12- اتخاذ الوضع المريح عند القراءة. 
  • 13- جعل روتين ثابت عند القراءة. 
  • 14- اختيار الوقت والمكان المناسب للقراءة. 
  • 15- الابتعاد عن الشواغل والصوارف.


ذو صلة: نصائح للحياة || 30 نصيحة لن يخبرك بهم أحد.

كيف تحافظ على الكتاب؟

للمحافظة على الكتاب يجب تلافي بعض الأوضاع الخاطئو التي تعرض الكتاب للتلف والتمزق، منها:

  • 1- وضع الكتاب مقلوبًا لفترات طويلة.
  • 2- فتح الكتاب بقوة. 
  • 3- وضع الكتب فوق بعضها، فالأفضل أن تكون جنبًا إلى جنب.
  • 4- وضع الكتب بشكل مائل في المكتبة، والصحيح أن تُوضع بشكل عمودي.
  • 5- تقليب الصفحات بشدة.
  • 6- استخدام الكتاب في غير استخدامه كمخدة أو مروحة ..
  • 7- طي صفحات في الكتاب.
  • 8- الكتابة بأقلام غليظة.
  • 9- لف الكتاب على شكل بوق.


ذو صلة: كيفية تطوير الذات في 5 خطوات. 


تم اقتباس هذه المعلومات بالمقال من كتاب كيف تقرأ كتابًا لمحمد صالح المنجد، وهو كتاب صغير مئة ورقة يتناول نصائح عن القراءة الصحيحة، وكيفية اقتناء الكتب، وأنا انصحك بقراءة هذا الكتاب كبداية جيدة لك كقارئ مبتدئ.