خريطة قراءة للفلسفة تنقسم لعدة مستويات ، بتعتمد على التدرج من الأسهل الي الأعقد لأهم موضوعات وفروع الفلسفة و من الممكن من خلالها أخذ فكرة عامة عن الفلسفة أو التعمق فيها :
** أولا ( المستوى الأول / المداخل و المقدمات ) :
1- ” عالم صوفي – رواية عن تاريخ الفلسفة ” :
تعتبر رواية عالم صوفي أبسط مدخل لقراءة الفلسفة ، خاصة لمن لا يمتلك أي خلفية عنها ، و هي عبارة عن قصة شيقة بيشرح من خلالها الروائي تاريخ الفلسفة و أهم افكارها ..
2- ” تمهيد للفلسفة – محمود حمدي زقزوق ” : كتاب لا غنى عنه في مرحلة التمهيد للقراءة الفلسفية ، حيث يعطي خلفية جيدة بطبيعة الفلسفة و تعريفها و أهميتها و كذلك مراحل تطورها و فروعها المختلفة و هو يمتاز بالتبسيط و اللغة المباشرة ..
– الكتب السابقة لا غنى عنها في المستوى الأول ، أما المقدمات التالية لا يشترط الإطلاع عليها جميعا ً ، و الأفضل إختيار مجموعة فقط منهم بناء على ما يجذب القارئ أو يمكن العودة لها في حالة عدم القدرة على التعامل مع المستويات التالية :
– بعد الاطلاع على طبيعة الفلسفة و أهميتها من خلال المقدمات السابقة تأتى المرحلة الثانية و هى التعرف على مباحث الفلسفة و هى الفروع الثلاث الكبرى التى تنقسم لها الفلسفة :
1 – ” مبحث الوجود أو الميتافيزيقا ” :
يعتبر كتاب امام عبد الفتاح ” مدخل إلى الميتافيزيقا ” هو الأفضل في المكتبة العربية تعريفا بهذا الفرع الهام من الفلسفة :
– و القيم الكبرى في الفلسفة ثلاث و هى ( الحق و الخير و الجمال ) فهي بمثابة التطبيق العملى في الفكر و الحياة للنظريات الفلسفية التى انتهى لها الفيلسوف في مجال الوجود و المعرفة حيث يبحث علم المنطق فيما هو صحيح فكريا ( الحق ) و يبحث علم الأخلاق فيما هو صحيح من جهة الأفعال ( الخير) و يبحث علم الجمال فيما هو لائق فنيا ( الجمال ) ..
و يمثل كتاب ” العمدة في فلسفة القيم لعادل عوا ” خير مقدمة لهذا المبحث الفلسفي :
4 – ” كتاب المدخل الى الفلسفة – أزفلد كوبله ” ( هام ) :
– رغم أن العنوان يوحى بأنه مدخل للفلسفة الا ان اهمية هذا الكتاب تكمن في أنه يضع تعريفات دقيقة جدا لفروع الفلسفة الثلاث و يشرح بشكل متخصص الفارق بين العلم و الفلسفة و كيف يمكن التفريق بينهم كما أنه يقيم تعريفات دقيقة لأهم المذاهب في تاريخ الفلسفة ..
** ثالثا ( المستوى الثالث / مراحل تاريخ الفلسفة ) :
– أما المستوى الثالث فهو قراءة الأفكار الفلسفية بترتيب تاريخي منذ العصور القديمة حتى العصور الحديثة و التعرف على أراء الفلاسفة بهذا الترتيب و قد قسم المؤرخين تاريخ الفلسفة لثلاث مراحل كبرى و هى : المرحلة القديمة و تشمل الفكر الشرقي القديم و الفلسفة اليونانية / المرحلة الوسيطة و تشمل الفلسفة المسيحية و الاسلامية / المرحلة الحديثة و تشمل الفلسفة الأوربية التى ظهرت منذ عصر النهضة القرن 15م و تمتد حتى القرن العشرين و قد قام بالتأليف في تاريخ الفلسفة عدد من الفلاسفة العرب أو الغربيين و أهمهم :
1 – ” قصة الفلسفة ( اليونانية و الحديثة ) لزكى نجيب محمود و أحمد أمين ” :
– و هو كتاب من جزأين يشرح تاريخ الفلسفة منذ اليونان وصولا للعصر الحديث و هو تطوير لكتاب قصة الفلسفة لوول ديورانت ..
2 – ” تاريخ الفلسفة الغربية لبرتراند راسل ( 3 أجزاء ) ” :
– من أهم فلاسفة القرن العشرين و أكثرهم أثارة جدلا و هو يمتلك أسلوب شيق و الكتاب متوسط الصعوبة و يمكن التعرف على وجهة نظر راسل في كثير من الفلاسفة من خلاله ..
3 – ” مجموعة خلاصة الفكر الأوربي – عبد الرحمن بدوي ” :
– يعتبر عبدالرحمن بدوى من أوائل العرب الذين اهتموا بالفلسفة منذ بداية القرن العشرين و قد كانت عبقريته منقطعة النظير فقد تجاوزت مؤلفاته ال150 كتاب في جميع مجالات الفكر و قد استخدم أسلوب مميز للتأريخ للفلسفة من خلال مجموعة ” خلاصة الفكر الأوربي ” حيث عرض للفكر الفلسفي من خلال بعض المحطات و الفلاسفة المميزين :
( هناك بعض الأجزاء الناقصة لتلك المجموعة على الانترنت )
*****************************
4 – ” ثلاثية يوسف كرم لتاريخ الفلسفة ” :
كان يوسف كرم من أكبر أساتذة مصر في المجال الفلسفى في مطلع القرن العشرين و رغم أنه لم يكن غزير الانتاج كبدوى الا ان مجموعة تاريخ الفلسفة الخاصة به قد تفوقت على مجموعة بدوى – من وجهة نظرى – في التدقيق فلم يهمل حقبة معينة أو فيلسوف و من يستطيع استيعاب تلك المجموعة يكون قد وصل لمرحلة جيدة جدا في فهم الفلسفة – خصوصا الجزء الثانى و بعض أجزاء من الثالث . .
5 – ” سلسلة مشكلات فلسفية – لزكريا إبراهيم ( 8 أجزاء ) ” :
أيضا كان زكريا ابراهيم من أهم المشتغلين بالمجال الفلسفي في مصر في القرن العشرين و تختلف سلسلة مشكلات فلسفية قليلا في طريقة التأريخ للفلسفة حيث قام فيها بالتأريخ لأكبر المشكلات في تاريخ الفلسفة مثل : مشكلة الحرية أو الحياة او الحب .. الخ و هى مجموعة شيقة جدا و ليست معقدة ..
6 – ” سلسلة تاريخ الفلسفة – إميل برييه ( 8 أجزاء ) ” :
من أهم الكتب تفصيلا و شرحا لتاريخ الفلسفة من أقدم العصور و حتى بدايات القرن العشرين – شرح مفصل و متخصص و دقيق جدا – فهى موسوعة بمعنى الكلمة في تاريخ الفلسفة ..
– للعالم الشرقي القديم ، السابق على الحضارة اليونانية بمئات السنين ، تراث ضخم ملئ بالأفكار و العلوم و الأسرار التي صارت مع الوقت الأساس الذي قامت عليه الحضارة الإنسانية حتى الآن و لذلك لابد من دراسة أهم الأفكار التي قدمها للإنسانية :
** رابعا ( المستوى الرابع / الفلسفة و المعارف الأخرى ) :
– فى هذا المستوى ندرس علاقة الفلسفة بالمعارف الانسانية الأخرى كالعلوم الطبيعية و الفن و التاريخ و الدين و السياسة و غيره ..
1 – ” فلسفة الدين ” :
أ – الكتاب الأول هنا هو كتاب ” دين الإنسان لفراس سواح ” و هو كتاب ممتاز في موضوعه و يعتبر أفضل ما كتب في اللغة العربية فيما يخص طبيعة الفكر الديني و فلسفته و الأسس التيتقوم عليها النزعة الدينية ..
ب – الكتاب الثاني الذي أنصح به هو ” الزمان و الأزل – مقال في فلسفة الدين لولتر ستيس ” ، والكتاب يشرح الأسس الفلسفية للنزعة الدينية و هو لا غنى عنه في مجال فلسفة الدين ..
– أخطر مجال في الفكر الفلسفي المعاصر هو مجال فلسفة ” اللغة ” ، و يحتاج من القارئ تعود كبير علي الفكر الفلسفي و تاريخه و مصطلحاته و خاصة في جانبه المنطقيو يعتبر أفضل كتاب ممهد لهذا المجال في المكتبة العربية هو ” في فلسفة اللغة – محمود فهمي زيدان ” :
– لا غنى عن الاستعانة بالمعاجم و الموسوعات اثناء قراءة الفلسفة حتى يمكن التعرف على معانى المفاهيم الغامضة أو التعرف السريع على فيلسوف معين أو مذهب لا تعرفه و الفارق بين المعجم و الموسوعة أن الأول مختص فقط بتعريف المصطلحات مثل ” الأزل – الأبد – العدم – الوجود ” أما الموسوعة فهى رؤية موجزة عن فيلسوف أو مذهب أو مدرسة فلسفية معينة ..
– في بداية معرفتك بالفلسفة يفضل استخدام الكتابة و التلخيص لأهم الأفكار بأسلوبك الخاص، أيضا حاول أن تناقش الموضوعات التي تقرأها سواء مع نفسك أو مع أصدقائك و هذه الطريقة مفيدة جدا لمن يعاني من مشكلة النسيان خاصة . .
– لا تتسرع في فهم القضايا الصعبة و المفاهيم المعقدة و أعطي لعقلك وقتا ً ليقدر على الإستيعاب .
– لا تنتظر من الفلسفة إجابات جاهزة و بسيطة عن الأسئلة – التي تظن – أنها عادية و مباشرة ، سترى في الفلسفة مشاكل فكرية يجيب عنها كبار عقول الإنسانية و لا تزال محتفظة ببريقها المثير للشك ، أيضا ً يجب أن تعطي مساحة للرأي المخالف في الفلسفة مهما كان شاذا ً أو منبوذا ً بالنسبة لك و أخيرا أعطى مساحة في عقلك لهذا العصف الذهني و ستجد أن تأثيرها عليك أكبر من مجرد التسلية ببعض الأفكار الغريبة !