السلام عليكم ورحمة الله سلسلة دروس اللغة البولندية جاءت كمحاولة لسد فراغ ضخم جدا والذي يتجلى في انعدام شبه تام لمواقع على شبكة الإنترنيت تهتم بتعليم هذه اللغة للناطقين بالعربية. وحتى تلك الموجودة منها لتعليم اللغة البولندية للناطقين بلغات أخرى غير العربية فهي تفتقر إلى التسلسل في تلقين الدروس بشكل تدريجي، هذا إن كان ممكنا تسميتها بدروس حيث أنها في أغلب الأحيان مواقع أوتوماتيكية لتعليم العديد من اللغات في موقع واحد وهي ترتكز بالأساس على تعليم مفردات وجمل والجميع يعلم أنها لن توصل بالمتعلم إلى النطق بالبولندية بشكل يعبر فيه عن أفكاره بشكل صحيح أو فهم ما يقال له في مواقف مختلفة. اللغة البولندية ليست من أسهل اللغات للتعلم إن لم نقل أنها من أصعبها. لكن درجة الصعوبة تختلف من شخص لآخر. فهناك من يستطيع الإلمام بها في وقت وجيز هناك من سيحتاج لوقت أطول شيئاما وهناك من سيحتاج لوقت طويل جدا كما أن هناك من لن يتعلمها أبدا وهناك ختى بعض الحالات التي يصبح فيها المتعلم كارها للسماع عن هذه اللغة بل وتصبح له عقدة حتى من أهلها. بالإضافة إلى اختلاف سرعة التعلم من شخص لآخر بسبب عزيمته ورغبته فهناك أيضا اختلاف الظروف المتاحة للأشخاص، ظروف عائلية وظروف العمل وظروف مادية وظروف صحية وظروف مجتمعية عامة. ثم هناك سبب آخر وهو نوعية الدروس وكفاءة المعلم وهذا السبب الأخير أي الدروس والمعلم قد تغطي على الكثير من الأسباب السابقة حيث تنقص من حدتها كما أنها بالعكس حيث أنه رغم وجود ظروف ملائمة وإرادة وعزيمة قوية للمتعلم فإن كل شيء سيفشل والنتيجة تكون غير مرضية. هذه الأسباب تتعلق بالتعلم والتعليم عامة. من بين الأسباب التي دفعتني كذلك للقيام بوضع دروس لتعليم اللغة البولندية على موقع الوكالة هو العشق لبولندا من طرف زبنائنا، إنهم ينبهرون دائما لتعامل الناس هنا حيث يشعرون بالعناية والأدب والطيبوبة والإحترام والخدمة التي ليس فيها تفريق بين نوع الزبناء. نفس الخدمة يتلقى فيها الزبون نفس التعامل ونفس الثمن كما هو الشأن لباقي الزبناء. نقضي وقتا طويلا مع الزبناء حين زيارتنا لهم وحين تنقلاتنا معهم في تعليمهم بعض الكلام حيث يريدون التقرب أكثر للمجتمع وذلك بشكل مباشرة بواسطة النطق ببعض الكلمات والجمل وكأنهم يريدون رد الجميل لهؤلاء الناس الطيبين. سأعمل ما في جهدي لكي لاأكون المعلم الدي يسبب كره اللغة وأهلها بل ليكون حلقة وصل للتعارف والتعايش. وسيبقى عليكم المتابرة والإستمرارية والإنتظام في التعلم ثم التواصل والتعبير عن الآراء ووضع الملاحظات والرغبات من خلال المراسلة أو التعليق على الدروس في اليوتوب وعلى الموقع. أتمنى لكم التوفيق وكالة إلى بولندا محمد نداء