حلقة تساعد على تنشئة الأُسَر على أساس صحيح وتجمع قلوب العائلة وتوزع الأدوار ليسير المركب بهناء بإذن الله وتجيب عن أسئلة كثيرة بالإقناع والدليل ساعدوا في نشرها يا كرام. ===================================== 1. هل المطلوب من المرأة أن تعمل “شغالة” عند زوجها وأولادها؟ 2. هل تحاولون أن تضحكوا علينا بعبارة “مربية الأجيال” لتزينوا لنا بها العمل كشغالة في البيت؟ 3. هل المطلوب مني كامرأة أن أحترق لأنير الدرب للآخرين، زوجاً كان أو أولاداً؟ 4. هل يطلب الإسلام مني أن تتحول حياتي إلى طبيخ وغسيل وجلي وتنظيف؟ بما يستنفد ساعات نهاري وقوة جسدي لحد الإنهاك، ثم لا أجد وقتاً لتثقيف نفسي والتفاعل مع مجتمعي بل وربما لإتقان عبادتي حتى؟! 5. هل مطلوب مني أن أطبخ كل يوم لزوجي وأولادي بحيث إذا وضعت لهم خبزا ولبنا فمن حق الزوج أن يقول لك: قصرت في عملك؟ 6. هل يحق لزوجي أن يستعلي على خدمة البيت ويعتبر جلي صحنه أو تنظيف ثوبه أو ترتيب ملابسه منافيا لرجولته ثم يلومني إذا لم أقم بهذا كله وراءه؟ 7. هل يحق لأولادي وبناتي الصغار فضلا عن الكبار أن يعيشوا لشهواتهم ولَهْوِهم ولعبهم ويُحدثوا الفوضى وقلة الترتيب في البيت وأنا أخدم على الجميع؟ 8. هل المطلوب من الفتاة أن تخدم إخوانها لمجرد أنها أنثى وهم ذكور؟ 9. هل يجب على المرأة خدمة أهل زوجها؟ 10. هل هناك حالات يحرم على المرأة فيها خدمة زوجها وأولادها؟ 11. إذا ضاقت الحالة المادية للأسرة واحتاجت المرأة إلى العمل لتساعد الزوج، ألا يُحَمِّله ذلك مسؤولية أكبر في المشاركة في أعمال البيت؟ أم له أن يقول لها: “هذه مشكلتك”، ويتوقع منها أن تؤدي الأدوار كلها ولو على حساب صحتها وحق نفسها؟ بداية القصة: خَلَق الله الخلق لغاية، إن عملوا لها فالحياة الطيبة، وإن عاكسوها فالمعيشة الضنك. لو سألت أي مسلم: لماذا خلقك الله؟ فسيجيبك: للعبادة، وسيتلو عليك: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون).. لكن عامة المسلمين إذا سمع (عبادة) تصور سجادة الصلاة والمسبحة. ولم يفكر في مفهومها الشامل الذي يجب أن تنشأ عليه الأُسَر. العبودية لله هي حبل من الله …(واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)…إنْ اعتصمنا به ترتبت الأدوار والأولويات والعلاقات وعمل الجميع بانسجام. كالمغناطيس الذي تترتب القطع المعدنية تجاهه. أي تناوُلٍ لموضوع عمل المرأة في البيت، بل ولأدوراها عموماً، إذا لم يأخذ هذه المقدمة بعين الاعتبار، فإنه سيكون تناولاً قاصراً قد يسيء أكثر مما يحسن. والخوض في الخلاف الفقهي قبل تحديد الصورة المسؤول عنها يعطي الانطباع بأن من فقهاء الأمة المتفق على إمامتهم من يقبل بهذه الصورة المشوهة، وهم أجل وأرفع من أن يقبلوا بها. – هل يجب عليها القيام بمهنة البيت كجزء من فريق يعمل لهدف عظيم، مستعينة في ذلك بأولادها الذين ربَّتهم على تحمل المسؤولية وخدمة أنفسهم وبر والدَيهم، ويعينها زوجها الذي لا يترفع عن عمل البيت ولا يستكبر؟ كانت المرأة تشعر باللذة وهي تسند زوجها وترعى بيتها فيخرج ابنها عالماً أو قائداً أو مجاهداً، وتشعر أنها أنجزت وحققت ووهبت للأمة…وتستمتع فطريا بهذا العمل. وما كان يُتصور في ظل وجود الهدف المشترك أن تقول المرأة: (لا أريد أن أعمل شيئا في البيت)، لأنها بذلك كأنها تقول: (لا أريد أن أعيش لغاية، بل أريد أن أعيش لشهواتي وأهوائي). أو: (أريد أن أحقق إنجازات أخرى وأترك إسناد زوجي وأولادي الذين يعملون لأهداف عظيمة). ما أصبح عمل البيت مشكلة ومحل نزاع إلا لما ضاع الهدف العظيم المشترك واضمحل معنى العبودية في حياة الأسرة. – قد تقولين: (طيب كلامك جميل، لكن زوجي ليس كما وصفت ولا أولادي). عمل البيت على وضعه الحالي اليوم في كثير من الأسر ثقيلٌ منفِّرٌ بالفعل…لسنا هنا لنزينه لك ولا لنضع حمله عليك. بل لنرى مشاكله ونعمل على إصلاحها ونوزع أدواره. يمكن أن نلخص أسباب تحول مهنة البيت إلى مشكلة في خمسة أسباب: غياب الهدف العظيم المشترك، وهذا نتج عنه: تقصير الوالدَين في تربية الأولاد على معاني البر والعمل لغاية والتخفف من الدنيا، وهذا نتج عنه: أن يعيش البيت والأولاد الذين جفت أرواحهم، أن يعيشوا حياة مادية استهلاكية كثيرة المتطلبات. بالإضافة إلى تعالي الرجال في كثير من الأحيان على المشاركة في عمل البيت. وعدم تمييز حدود الفضل والعدل، بحيث تطالب المرأة بأمور، الأصل أن تكون مخيرة في عملها على سبيل الفَضل والإحسان منها، ومع ذلك تُفرض عليها وتعتبر مقصرة إذا لم تقم بها. –         لكن خذي بالك، ليس الإسلام هو الذي أوجد هذه المشاكل، بل غياب الإسلام. 1. فالإسلام أوجد الأهداف العظمى المشتركة التي تجعل الأب والأم والأولاد كلاً منهم يشارك في عمل البيت بسرور وهناء نفس. 2. والإسلام أمر الآباء بإحسان تربية أبنائهم والأبناء ببر والدِيهم وخدمتهم. 3. والإسلام حض على التخفف من الدنيا وعدم الاستكثار من الاستهلاكيات وما ينتج عنها من متطلبات منزلية. 4. والإسلام حضَّ الزوج على المشاركة في عمل البيت. 5. والإسلام ميز حدود الفضل والعدل وأعطى المرأة الخيار في قبول أو رفض القيام بأعمال يعتبرها البعض من واجباتها وليست كذلك كما سنرى. –         لما خالفْنا الإسلام في هذا كله أصبح عمل البيت ثقيلاً كريهاً، وطبيعي ألا تجدي نفسك في مثل هذا العمل.