رام الله 15-12-2015 وفا– لورين زيداني http://www.wafa.ps/humanity/atemplate.php?id=211149 – لماذا ما زلت جالسة أمام التلفاز كل هذا الوقت؟ – أنا أتابع فيلما هنديا، اعتقد أنني بت أفهم لغتهم ويمكنني كذلك أن أتحدث بها. – أيعقل هذا؟ سأتحقق مما تقولين. – كيف؟ – قفي خلف التلفاز، وترجمي بصوتك الحوار الذي يدور في المشهد، وأنا سأقارنه بالترجمة المكتوبة على الشاشة. كان هذا أول اختبار تواجهه آية عباسي (24 عاماً) في لغة لم تجلس في حضرة معلم لتعلمها، بل أمام شاشة تلفاز. ترجمت الحوار كاملاً، وأذهلت والدتها، فكافأتها بمجموعة أفلام وكتب هندية لتطور اللغة التي اكتسبتها. تسللت الهندية إلى دماغ ولسان آية في عشر سنوات، دأبت خلالها على متابعة الأفلام. بدأت أولاً بحفظ بعض الكلمات ومعرفة معانيها من خلال الترجمة أسفل الشاشة، ثم جملاً كاملة، حتى اتقنت هذه اللغة حديثاً. لم يقتصر تعلق عباسي بالهند بإجادة لغتها، بل وسعت اهتماماتها، اقتنت قواميس وكتبا مختصة، فتعلمت الكتابة، وقرأت عن ثقافة البلد وعادات أهلها، واقتربت منهم أكثر حين حصلت على وظيفة في سفارة الهند برام الله، فعادة ما يكافئ الجهد صاحبه. التقت سفير الهند في فلسطين ماهيش كومار أول مرة خلال بازار أقامته السفارة برام الله في كانون الأول (ديسمبر) 2014، عرفته بنفسها وتحدثت معه بلغته الأم بطلاقة، وأبدت ملاحظاتها حول البازار، فانبهر بالمامها بثقافة بلده، ودعاها للعمل في السفارة. ‘منذ ذلك الوقت وهي تعمل معنا في السفارة، وتساعدنا في نشر الثقافة الهندية، وتقوية العلاقات بين البلدين والشعبين. وجود شخص يتحدث لغتنا بطلاقة دون تعلم مسبق أمر مميز للغاية’، قال السفير كومار. وتؤكد مديرة العلاقات العامة في السفارة أسماء شاهين أن شغف آية وإلمامها باللغة الهندية والبلد والأكل والأفلام، كلها عوامل ساعدتها على التأقلم في العمل بالسفارة وبأداء جيد. في غرفتها وأمام علم للهند معلق على الحائط، وبجواره صورة لتاج محل وأخرى لفتيات هنديات يرتدين الساري وثالثة لتمثال بوذا، عدلت آية هيئتها وتموضعت أمام كاميرا فيديو، ضغطت زر التسجيل ورسمت ابتسامة على محياها، وبدأت بتسجيل درس جديد من دروس اللغة الهندية، التي تنشرها على موقع ‘يوتيوب’، لتنقل تجربتها لمن يرغب بتعلم اللغة. بدأت بإنتاج الدروس التي وصل عددها إلى 30، منذ عام تقريبا. حب التعلم والتقاط اللغة بسهولة، دفع آية لإتقان الحديث باللغة التركية، والسبب أيضاُ شاشة تلفاز بثت مسلسلا من ثلاثة مواسم متتالية، والآن هي تنكب على متابعة التعلم ذاتياً للغات الفرنسية والعبرية والكورية، فضلاً عن هوايتي ركوب الخيل التي ورثتها عن والدها، والقراءة. شوارع الهند، وأماكنها السياحية، والساري، والرقص على أنغام الأفلام، تفاصيل تعلمتها آية عباسي عن بعد، وتنوي معايشتها في زيارة هي الأولى للهند العام المقبل.