حب التملك

إن الميل لـ حب التملك هو في الأصل حاجة نفسية، فالجميع لديه ما يملكه من أشياء مادية أو معنوية أو إجتماعية تخصه.

ولا يحب أن يشاركه غيره بها وبتلك الممتلكات على إختلافها وتنوعها وأهميتها يحقق الإنسان لنفسه معنى الإستقلالية والخصوصية والحرية.

حتى يتصرف كشخص مسؤول فيما ينتمي إلى عالمه الذي إختاره حسب قناعاته.

إلا أن البعض يتمادي فيه ليشمل من حوله من البشر كالأصدقاء والأهل والأزواج والأبناء، وهنا يتحول من كونه نزعة طبيعية.

مفهوم حب التملك

يُعد السعي المبالغ فيه أو المطالبة للتملك وحماية شخص آخر، يشعر بجاذبية قوية تجاهه، ويعد فعل غير طبيعي للسيطرة على الغير.

ويظهر بطرق متطرفة من خلال تقييد العلاقات الإجتماعية، وهذا يعتبر سلوك غير طبيعي.

التملك للأشخاص أمر مزعج، يكون دافعه في البداية حُباً أو صداقة عميقة، ويزداد هذا التعلّق لدرجة محاولة السيطرة والتحكم في الطرف الآخر.

أعراض حب التملك

إنخفاض تقدير الذات وعدم الثقة بالنفس وفي الغير وجود الشك باستمرار.

التحدث باستمرار وبصورة مبالغ فيها عن الأشياء التي يحبها، كأن يريد أن يعرف العالم أجمع بالأشياء المحببة لديه.

تجد مريض كثير الإتصال بشريكه ويرسل له رسائل بشكل مزعج أي في كل دقيقة يرسل له رسالة.

الاهتمام المتزايد بالشريك لدرجة تجعل هذا الشريك ينفر منه، لكنه يفعل هذا خوفًا من أن يأخذه أحد منه.

لديه هوس الخوف، فهو يخاف دائمًا من كل شيء ومن أن يبتعد شريكه منه أو يأخذ أحد أشيائه.

يصب مريض حب التملك تركيزه على صفات شريكه السلبية فقط أو الإيجابية فقط دون عمل توازن بينهم.

لا يهتم بجوانب الحياة الأخرى مثل العمل أو التنزه وقضاء أوقات الفراغ أو العلاقات الاجتماعية.الرغبة الشديدة بالسيطرة على الشريك والتحكم بحياته وأنشطته.

أسباب حب التملك أساليب التنشئة الاجتماعية الخاطئة

تلبية الأهل جميع احتياجات الطفل في مرحلة الطفولة والمراهقة؛ سبب في ظهور حب التملك .

فعندما يقول الطفل مثلا أريد هذا الأمر، ويقوم الأهل بتلبيته دون أي نقاش أو حوار، سيطور الطفل مفهوم أن كل أمر يرغب فيه هو محقق.

وبالتالي هو ممتلك لكل المحيط حوله ويأخذ هذا الأمر معه إلى مرحلة الرشد فيما بعد، ليظهر بمظهر الشخص المحب لنفسه الأناني غير القادر على فهم حاجات الآخرين وغير قادر على استيعاب عدم قدرة المحيطين له.

فقدان المهارة الاجتماعية

عدم القدرة على تأجيل الإشباع والتعامل مع مشاعر الإحباط وطلب الدعم عند الحاجة.

عدم امتلاك مهارات حل المشكلات واتخاذ القرارات، فيمكن القول إن هذه كلها تسببت في تأجيج الشعور بعدم تقدير الذات واحترامها.

والذي ينتج عنه عدم القدرة على التفاعل إلا من خلال التملك لتعويض الشعور بالنقص.

فقدان الثقة بالنفس

الشخص الفاقد للثقة هو فاقد للشعور بالأمن والإيمان بالنفس، وينظر لنفسه بطريقة دونية، ويقارن نفسه بالآخرين دائما.

وهنا نجده يطور حب التملك، ليحقق لنفسه قدر من الأمان النفسي والفكري والعاطفي، ويثبت لنفسه بطريقة غير صحيحة أنه واثق ويستحق الحب والتقدير.

ولكنه في ما يصدره من حب تملك هو يفقد الروابط ويفقد الثقة أكثر بنفسه وبالآخرين.

الحماية المفرطة

تقديم الحماية المبالغ فيها للطفل في مرحلة الطفولة، والقيام بكافية الأمور بدلا منه التي يمكن من خلاها أن يكتسب الطفل الخبرات والمهارات ويطور القيم المختلفة.

يسبب في أن يكون الشخص يوجد عنده حب تملك في مراحل الرشد.فهو غير مدرك لطبيعة الحياة التي لا يمكن أن يكون فيها التملك مهارة للتعامل مع المحيط.

الفرق بين حب التملك والغيرة يمكن إظهار الفرق بينهم بأن الغيرة هي الاستياء من حصول الآخرين على الاهتمام والاحترام أكثر منك، أو تميز شخص آخر في جانب من جوانب الحياة عنك.

ويظهر الامتلاك في الإعجاب الشديد و المفرط في الأشياء الخاصة بك.

وأخيراً

حُب التملك طبيعي في الإنسان، لكنه إذا لم يتم تنظيمه يمكن أن يؤدي إلى تقييد الحريات وتفكك العلاقات.

للكاتبة/ بسملة فؤاد